بقلم: يسري تليلي
في خطوة غير مسبوقة وموجهة خصيصًا لخدمة الجالية التونسية بالخارج، أطلقت الإدارة العامة لشرطة الحدود والأجانب خدمة جديدة على متن سفينتي “تانيت” و”قرطاج”، تمكّن المسافرين من استخراج أو تجديد جوازات سفرهم قبل وصولهم إلى الأراضي التونسية، في ظرف قياسي لا يتجاوز نصف ساعة.
جوازك في عرض البحر!
هذه الخدمة المبتكرة، التي انطلقت اليوم الخميس، تتزامن مع أولى رحلات عودة التونسيين من أوروبا لقضاء عطلتهم الصيفية، وتهدف بالأساس إلى تقريب الإدارة من المواطن وتسهيل الإجراءات التي طالما شكلت هاجسًا لدى أبناء الجالية، خاصة خلال المواسم.

وأكد معز ثابت، مدير الجوازات ووثائق السفر، أن هذه الوحدات المتنقلة على متن السفن تسمح للمسافرين بإتمام الإجراءات الإدارية بالكامل – من تقديم الوثائق إلى التقاط الصورة – وتسلم جواز السفر خلال الرحلة نفسها.
دعم خاص للتلاميذ والطلبة
وأشار ثابت إلى أن التلاميذ والطلبة الذين ينوون مواصلة دراستهم بالخارج، بإمكانهم الاستفادة من هذه الخدمة في حال حاجتهم إلى جواز سفر جديد أو مجدد، دون عناء التنقل والانتظار الطويل في الإدارات التونسية. كما تشمل الخدمة كافة المواطنين القادمين عبر البواخر الأجنبية وليس فقط المسافرين على الخطوط التونسية.
تعزيزات على مستوى الموانئ والمطارات
لم يقتصر التسهيل على السفن، بل تم دعم الموانئ الكبرى والمطارات بمكاتب إضافية، أبرزها في ميناء حلق الوادي ومطار تونس قرطاج، إلى جانب فتح شبابيك خاصة للعائلات الكبيرة ولذوي الاحتياجات الخصوصية، وتوفير عدد أكبر من الأعوان لتسريع الإجراءات.

رقمنة المراسلات وتسريع الانتفاع الجمركي
في سياق تحسين الخدمات، أعلن معز ثابت عن إلغاء البريد الورقي في معالجة مطالب الانتفاع الجمركي، واعتماد البريد الإلكتروني لتقليص آجال الرد والمعالجة، بالتنسيق مع وزارة المالية.
وقد ساهمت هذه الأخيرة في تطوير تطبيقة رقمية لاستخلاص معاليم الجوازات مباشرة على متن السفن، إلى جانب دعم لوجستي لتوفير الآلات الضرورية، مثل آلات التصوير الفوتوغرافي الأوتوماتيكي التي تُستخدم عند تعذر توفر صورة شخصية للمواطن.
المواطنون يُثنون على المبادرة
عدد من المواطنين عبروا عن ارتياحهم الكبير لهذه الخدمة الجديدة. عفاف، تونسية مقيمة في باريس، قالت إن جواز سفرها كان على وشك الانتهاء يوم 24 جوان، وإنها تمكنت من تجديده في عرض البحر دون أي عناء أو تنقل إضافي.
وأضافت: “العملية لم تستغرق أكثر من نصف ساعة… خدمة محترمة وسريعة وجعلتني أشعر حقًا أن تونس تهتم بجاليتها”.
وأكد أحد أعوان شرطة الحدود أن عدد الجوازات المجددة بلغ 14 جوازًا حتى حدود الساعة السابعة مساءً، مع توقعات بارتفاع العدد في الرحلات المقبلة.
خطوة في الاتجاه الصحيح
تعكس هذه البادرة تطورًا ملموسًا في فلسفة الخدمة العمومية في تونس، حيث بات المواطن، سواء داخل البلاد أو خارجها، محور السياسات الجديدة، وخاصة في مجال التحول الرقمي وتقريب الخدمات.
إنها تجربة ناجحة يُتوقع تعميمها وتطويرها مستقبلًا، بما يضمن استمرارية العلاقة الوثيقة بين الدولة وأبنائها أينما كانوا